Apr 15, 2009

من سقط في الفخ .. وشق السويق ام جهود الحماية ؟؟




قرأت قبل عقدين او اكثر من الزمن مقالا يفترض فيه الكاتب الذي لا يحضرني اسمه الان أن النمر العربي كان يوما ما يتجول بحثا عن طرائده على التلال التي شيدت عليها مدينة السلطان قابوس الان !! مثلكم استغربت واستهجنت ذلك لأول وهلة ، ولكن بعد ان امعنت التفكير وجدت ان الاحتمال كان منطقيا للغاية ، فهذه التلال والجبال المحيطة بمسقط ومطرح لم تكن مأهولة كما هو حالها الآن .. وكانت القرى صغيرة ومتباعدة حتى ان الاهالي كانوا يخافون زيارة تلال القرم القريبة نسبيا خوفا من الضواري التي اعتقدوا انها تظهر فيها ليلا .
اليوم انقلبت الاية وبتنا نعيش فيما تبقى من موائل للحيوانات البرية بل وقلبنا ميزان الطبيعة الذي ظل قائما منذ الازل رأسا على عقب .. وبتنا نعتبر القلة النادرة الباقية من هذه الضواري هي المعتدية علينا وهي المنافسة لنا على ارزاقنا !!؟ .. ولعل منظر قط الوشق الذي وقع في فخ نصب له باحكام في منطقة نائية من ولاية السويق والمعروض على الشبكة في الرابط التالي : http://www.youtube.com/watch?v=BHHz8xk6X8I تختصر المأساة القائمة حيث تعتبر الاغنام التي نربيها بمئات الالاف (تقدر احصائية عام ٢٠٠٨ عدد رؤوس الماعز والاغنام في السلطنة بنحو مليونين)ونترك اعدادا كبيرة منها ترعى فيما تبقى من المناطق النائية التي لجأت اليها بعض من الحيوانات البرية كسنانير الوشق والذئاب والضباع والنمور اغلى واثمن من هذه الحيوانات النادرة !!؟؟ وتثور ثائرتنا ونحن المعتدون اصلا ان دفع الجوع احد هذه الحيوانات لافتراس اغنامنا المسرحة .
ومع ان الحكومة وجلالة السلطان يحفظه الله قد ابديا حرصهما الشديد على حماية ما تبقى لنا من هذه الحيوانات النادرة المهددة بالانقراض ، ومع ان القوانين تكفل حمايتها وتبذل الجهود وتخصص البرامج وتشيد المراكز من اجل اكثارها نرى بعضا من الجهلة وضعاف النفوس يعتدون عليها بل ويتاجرون بها كما حصل للمها والغزلان .
فهل سنشهد بعد اربعة عقود فقط من التطور والتحضر انقراض الحيوانات البرية التي شاركتنا هذه الارض الطيبة وعاشت بين ظهرانينا عشرات الالاف من السنين ؟؟ وهل نجحت جهود الحماية وصيانة الحياة الفطرية ام انها اصيبت بانتكاسة كجهودنا الاخرى في المحافظة على النخيل والليمون وما تبقى من ثروة سمكية ؟ ومن سقط في الفخ .. وشق السويق ام جهود الحماية ؟؟

Apr 11, 2009

حرية التعبير بين مد وجزر

بينما كنا نننتظر ونتمنى اليوم الذي نستطيع فيه التعبير بحرية ومسؤولية وبشكل مباشر دون خوف او وجل هاهم يعيدوننا للوراء اربعة عقود .. الى تلك الايام التي كان فيها المتعلم يعتبر في نظر مخابرات تلك الفترة من بقايا الراج البريطاني خطرا داهما وبالذات ان كان يستمع لصوت العرب ويحب جمال عبدالناصر .. وكان العامة المتوجسين ينعتونه (بالسياسي) .. نعم فقد كان حينها حتى التفكير بالسياسة جريمة !!
اعتقدنا ان تلك الايام ولت وذهبت بلا رجعة واننا اليوم وفي ظل دولة القانون والمؤسسات وحرية الفكر التي ينادي بها قائدنا الملهم قد طوينا تلك الصفحة للابد .. ولكن كما يبدو ان هناك من لا يزال يتوق لفتحها من جديد وارهاب كل من يتجرأ بالجهر بالحقيقة والمطالبة بحقه وحرصه علي حقوق الآخرين .. وفي وقت كنا نعتقد فيه ان مساحة حرية التعبير بدأت في الاتساع والانتشار ولو على خجل .. وأن مؤسسات المجتمع المدني بدات تتبلور لحقيقة واقعة وملموسة لتمارس ادوارها وليس كواجهات فقط نرى ارهاب الكتاب والادباء يعود من جديد .. فهل عادت الحكومة الموقرة عن نهجها الانفتاحي الذي تطبل له بمناسبة وبلا مناسبة في المحافل الدولية وبأن السلطنة لا تحتجز مواطنيها بسبب فكرهم واعتقاداتهم وما يريدون التعبير عنه ؟؟؟
الم يحن الوقت ان يستقر الرأي وتمنح الثقة للصحفيين والكتاب وجميع المجاهرين بالحق والداعين للعدل والمساواة .. ام ان حرية التعبير لدينا ستظل مجرد مد وجزر الى ما لا نهاية.