تمخض الجبل فولد فأراً !

بينما كان اكثر المتفائلين يتوقع صدور احكام قاسية بالسجن لمدد لا تقل عن عشر سنوات بحق المتهمين العاملين بالشركة العربية للخدمات الهندسية وهي جزء من مؤوسسة سعود بهوان الترباحية .. في قضية تزوير قطع غيار شاحنات مان ” MAN ” الشهيرة مع توقيع غرامات على الشركة وعليهم بالملايين .. فوجئوا جميعا باحكام بسيطة للغاية صادمة ومتناقضة لا تتناسب ابدا والجرم المرتكب .. حيث قضت بسجنهم لسنة واحدة وتغريمهم
٧٥٠٠ ريال !!


خبر الاحكام الهزيلة كما نشرت بجريدة الزمن


ومهما كانت مبرارات هذه الاحكام المتساهلة لحد مضحك مبكي .. فأن صدورها سيشجع على استمرار وازدهار الغش والخداع والتزوير في السلطنة التي تجد نفسها في خضم عملية تطهير واسعة لرموز وبؤر الفساد .. ولكن في المقابل ميوعة احكام وتناقضات لا يصدقها العقل ولا يقبلها المنطق !! .. فهل الحكم بسنة على هؤلاء القراصنة الذين قاموا بغش المواطنين طوال عقود طويلة ببيعهم قطع غيار حساسة غير أمنة قد تكون تسببت في حوادث مريعة وخسائر جسيمة حتى وان لم يتم الابلاغ عن ذلك وبشهادة الخبراء والمختصين من شركة ” MAN ” .. فهل انتهت جهودهم وجهود جميع العاملين في الهيئة العامة لحماية المستهلك والادعاء العام وذهبت ادارج الرياح بهذا الحكم الهزيل .


احكام قاسية لسرقات بسيطة مقابل احكام بسيطة بحق مافيا الغش والتزوير في قضيتي الحلويات وقطع الغيار! نشرت في موقع الادعاء العام .. انظرالرابط: http://opp.iitcoman.com/tabid/142/Default.aspx

فهل يعقل ان يسجن شخص لثلاث سنوات لقيامه بسرقة هاتف نقال من درج باحدى العيادات !! .. ويحكم على شخص آخر بالسجن ستة سنوات لسرقته سيارة !!؟؟ .. بينما ينعم اعضاء وزعماء هذه المافيا الخطيرة التي ظلت تغشنا لعقود طويلة وتختلس اموالنا وتعرضنا للمهالك .. لسنة واحدة فقط !!!!؟؟ وسبقته ايضا احكام هزيلة بحق مافيا حلويات الاطفال المغشوشة !! .. لا استطيع هنا الا ان اقول ان العدالة العُمانية التي نتطلع اليها باحترام جم وتقدير للقضاء على الفساد واحقاق الحق وللاسف الشديد ينطبق عليها مثل .. تمخض الجبل فولد فأراً !

رصاصة في الأمتعة .. مصادفة ام مؤامرة !؟

رغم اني عادة لا اميل لنظريات التأمر .. ولكني وجدت نفسي مشدوها عندما اكتشفت ان قصة الرصاصة في امتعة المسافرين العمانيين للهند تكررت مرتين .. وبنفس السيناريو .. الاولى حصلت لراكب عُماني يبلغ الثالثة والثلاثين من عمره كان عائدا لمسقط من بومبي او مومبي في اكتوبر من العام الماضي عندما ادعى مسؤولو الأمـن بالمطار انهــم اكتشفوا رصاصة من حجم ٠،٢٢ ملـم في محفظته فقاموا بحجزه في مركز للشرطة .

وعند استجوابه قال الراكب العماني المحتجز حسبما ورد في الخبر الذي نشرته جريدة مسقط ديلي Muscat Daily بتاريخ ٣ اكتوبر من السنة الماضية انه لا يحمل مسدسا وان الرصاصة تخص والده الموجود في بومبي اصلا وهو يملك سلاحا ناريا مرخصا به موجود في السلطنة .



الخبر كما نشر في جريدة مسقط ديلي في ٣ اكتوبر ٢٠١٢م وهذا رابطه :
http://www.muscatdaily.com/Archive/O...in-wallet-1qn5

وفي الواقع لم اتمكن من الحصول على اخبار اخرى تفيد بما حصل للراكب العماني الذي احتجز بموجب قانون الاسلحة الهندي وذلك لحيازته ذخيرة غير مصرح بها !

وفي شهر سبتمبر من العام الحالي تناقلت الصحف خبر احتجاز مواطن عماني آخر في مطار تشيناي هذه المرة كان عائدا لمسقط بتهمة حيازته لرصاصة من حجم ٧،٦٢ ملم داخل عدة الحلاقة الخاصة به !! وكان السبعيني عائدا بعد رحلة علاج في مستشفى خاص بجنوب الهند .




الخبر كما نشر في جريدة مسقط ديلي في ١٤ سبتمبر ٢٠١٣م وهذا رابطه :
http://www.muscatdaily.com/Archive/O...i-airport-2k08

السؤال المطروح في القضيتين .. كيف تمكن الراكبان من مغادة السلطنة وهما يحملان رصاصتين دون ان تكشفهما اجهزة التفتيش في مطار مسقط التي تمتلك اجهزة اشعة متطورة .. ومن ثم كيف تمكنا ايضا من المرور باجهزة التفتيش المماثلة في المطارات الهندية !؟؟ والسؤال الآخر .. لما تم اكتشاف الرصاصتين حسب ادعاءات المفتشين عند مغادرتهما للهند ؟؟ وحسبما ورد في افادة ابن الراكب الثاني انه تعرض للابتزاز عندما طلب المساعدة وان اطلاق سراح والده سيتم ان دفع لهم ما يزيد عن عشرة الآف ريال عُماني !!

ورغم ان بعض الظن أثم .. ولكني اشتم رائحة هندية نتنة في القضيتين وذلك لما عرف عن الهنود من محاولات ابتزاز وطلب رشاوي لتمرير المعاملات علنا .. ومطاراتهم هي الاسوأ سمعة في العالم اجمع حيث تسود نظرية " شاي باني " بين العاملين والشرطـة والمفتشيـن بمختـلف الرتب وتعني البقشيش بصريح العبارة والضحايا الاغلب هم الخليجيون .. وقد تعرضت لهذا الابتزاز شخصيا في مطار بومبي ولذا فأني اميل في هاتين القضيتين لنظرية التأمر من اجل ابتزاز العمانيين بزرع رصاصات في امتعتهم .. وعلى الجهات المعنية التحقق من ذلك .