Aug 19, 2011

غاندي جديد .. لثورة جديدة !




يبدو ان الهند على ابواب ثورة ثانية يقودها غاندي جديد .. فبعد ثورة المهاتما غاندي التي ادت لاستقلال الهند يوم الخامس عشر من اغسطس عام ١٩٤٧م … يظهر غاندي جديد في شخص الناشط كيسان بابوراو هازاري المعروف باسم آنا هازراي وهو ناشط اجتماعي قرر قيادة الهند في ثورتها الجديدة للتحرر من الفساد الذي بات كالاستعمار مسيطرا عليها من القمة للقاع .

شخصيا .. كانت لي تجربة مع الفساد في الهند مع أول زيارة للعاصمة القديمة بومبي في مستهل السبعينيات حيث تعرضت لسرقة نقودي وآلة التصوير بعد سويعات من وصولي لفندق في منطقة كولابا ومعها اضطررت لرشوة ضابط مركز الشرطة بتقديم ساعتي له كهدية حسب اقتراح احد الاصدقاء العارفين بامور بومبي لاستعادة ما سرق مني وبالفعل عند عودتي للفندق كان المدير في استقبالي مع النقود وآلة التصوير !!

الفساد مطنب في الهند ومتغلغل في جسدها كالسرطان فلا تستطيع اتمام معاملة بسيطة دون ان تدفع الرشاوي للفراش وحتى الوصول للوزير !! وهنا امثلة على الفساد في الهند من تجارب الهنود انفسهم وردت في مقالة بجريدة الشرق الاوسط (الرابط اسفل الصفحة) انقلها كما نشرت :

وتواصلت أمس المظاهرات المنددة بالفساد المستشري في الهند حيث خرجت أعداد ضخمة من المواطنين لتقول إنها ضاقت ذرعا بالفساد المستشري. وفي مشاهد لم تعهدها العاصمة منذ عقود، خرج عشرات الآلاف من المحتجين، أول من أمس، في مسيرة تلقائية بنيودلهي للإعراب عن غضبهم تجاه مشكلة تمس كل جوانب حياتهم اليومية. وشارك في الاحتجاجات طلبة في المدارس وموظفون ومتقاعدون ورجال بالجيش، بل شملت حتى مجموعة من طائفة الهيجرا من الرجال الخصيان الذين يرتدون ملابس النساء، للإعراب بصوت واحد عن مطالبهم بالتحرك لوقف الفساد، وهو ما وعدت به الحكومة تلو الأخرى دون نتيجة.
وشاركت سانديا ياداف وهي ربة بيت في الرابعة والخمسين من عمرها، في مسيرة أول من أمس برفقة اثنتين من بناتها؛ إحداهما لم تنجح في دخول الجامعة على الرغم من حصولها على 90 في المائة لرفضها دفع رشوة. وقالت سانديا: «لم يعد بإمكاننا السكوت والتفرج على ما يجري!».
وكثيرون أعربوا عن رأيهم بأن الفساد يجعلهم يشعرون بالخجل كهنود فضلا عن الحنق، لأنهم يضطرون للمشاركة في الفساد المتجذر في المجتمع دون أن يكون لديهم خيار آخر.
وقالت المتظاهرة انيتا تريهان: «نحن فاسدون جدا، اعتدنا الرشوة ونقبلها دون تردد. علينا أن نخجل من أنفسنا»، إذ اعترفت هي نفسها بدفع 20 ألف روبية (450 دولارا) رشوة مقابل الحصول على ترخيص بفتح صالون تجميل.
من جانبها، قالت انجالي ياداف التي تدرس الطب إنها اضطرت لرشوة موظف لاستخلاص شهادة وفاة والدتها. وقالت: «خجلت من نفسي جدا، أما الآن فسأقاوم الفساد».
وخرج المتظاهرون بعد حملة أطلقها آنا هازاري الناشط المخضرم الذي تعهد «بالصوم حتى الموت» احتجاجا على ما وصفه بمشروع قانون تم تخفيفه في البرلمان حتى لا تتم مكافحة الفساد مكافحة جدية. وتدور معركة هازاري الرئيسية مع حكومة رئيس الوزراء سينغ، التي طالت كبار وزرائها الفضيحة تلو الأخرى بملايين الدولارات.
ومع الاستياء العام من سجل الحكم في الهند، ينصب الغضب الأكبر على ما يستشري من فساد يومي يضطلع به الموظف تلو الآخر في مختلف المصالح. وتقول افنتيكا رواتجي الطالبة الجامعية البالغة 18 عاما إنها دفعت رشوة مؤخرا لاستخراج رخصة القيادة، وتضيف: «من دون الرشاوى لن تستخلص شيئا في الهند. هذا الاستشراء العام هو الواجب وضع حد له وعلينا التحرك بمواجهته الآن ومن هنا».
والرشاوى أمر شائع في الهند يتوجب دفعها للحصول على أي وثيقة؛ من الحصول على وصلة هاتف إلى تراخيص مزاولة الأعمال إلى خطابات القبول بالمدارس، إلخ. والفساد يستشري في كل أركان المجتمع بكافة طبقاته من الأكثر ثراء إلى الأشد فقرا. كما جرت احتجاجات مماثلة في أنحاء أخرى من البلاد من ولاية اروناتشال براديش في أقصى الشمال الشرقي إلى العاصمة المالية مومباي، ومدينة تشيناي الساحلية جنوبا.
ويقول كي اس مالهوترا، 68 عاما، أستاذ التاريخ السابق بجامعة دلهي: «أخيرا أخرجنا قضية الفساد إلى شوارع الهند. أنا سعيد بأن الهنود متحدون وراء قضية ستغير حياتنا للأبد».
وقال متظاهر مسن آخر يدعى غوفيند كومار «علينا أن نهزم الفساد الذي ينخر في النظام بأكمله»، وانضم كومار إلى المسيرة بعد وقفة احتجاجية دامت طوال الليل. وأضاف كومار: «هذه معركتنا وتلك ساحتنا»، مشيرا إلى الشارع الذي خرجت فيه المسيرات.
ومن جانبه، قال الموظف الحكومي المتقاعد سرينيفاس كريشنان إن القادة السياسيين مغيبون عن الواقع، مضيفا أن انتفاضة الاحتجاجات التي جرت فجأة ستدق ناقوسا يوقظ البلاد بأسرها، وتابع: «كل واحد هنا ضحية للفساد».

عندما يصف الناشط آنا هازاري (٧٤ عاما) الذي تعرض للاعتقال بعد تحديه للسلطة باضرابه عن الطعام احتجاجا على الفساد في الهند في متنزه عام اجراءات الحكومة لمكافحة الفساد بأنها «نكتة سخيفة » فهو يعي ذلك تماما ولذا التف حوله الشعب الهندي بكل طوائفه ومذاهبه بعد ان ضاقوا ذرعا بالفساد المستشري في اوصال وطنهم كالسرطان الذي لابد من اجتثاثه من جذوره ولذا يتزايد يوما بعديوم المؤيدين له ليشكلوا في النهاية طوفانا قد ينجح في اجتثاث الفساد والاطاحة بالحكومة الفاسدة .

Aug 14, 2011

البرذول الذي وحّد عمان !!


في الواقع .. رغم ان مجلة الفلق الالكترونية تشدني دوما اليها ولا يحتاج الامر الى اكثر من نقرة على الفأر ! الا ان شرطها بذكر الاسم الحقيقي للمشارك جعلني اتحسر على عدم استطاعتي المساهمة فيها .. وكما ترون في البانر اعلاه اعلان عن الموضوع الشيق للغاية للاخ الكاتب حميد البلوشي المعنون « البرذول الذي وحد عُمان » .. وهو في الواقع من وجهة نظري يستحق النقاش في حارتنا السياسية والاقتصادية وحتى الثقافية .. فليسمح لي الاخ الكريم حميد والاخوة ادارة مجلة الفلق على نشره هنا للنقاش :


نافذة على الأعمال العمانية : البرذول الذي وحّد عمان !!

حميد البلوشي

نستطيع أن نقول وبعد سنين من الانتظار الذي أكل الكثير من الزمن التلفزيوني , أخيرا هناك عمل كرتوني عماني أو كما يحلو لمجمع اللغة العربية في تلفزيوننا العماني أن يطلق عليه ” عمل ورقي عماني” .

يوم و يوم والبرذول عارف الذي تحول من أوراق الكاتب والقاص سليمان المعمري إلى شخصية تتنفس وتتحرك بأبعاد كرتونية قريبة من الذائقة العصرية للمتلقي , البرذول بشخصيتة الصوتية والحركية لا سيما الذكاء في تلك اللزمة المستحدثة صوتيا حين يتحدث كأن جيوبه الأنفية منسدّة , استطاع هذا البرذول ( الأخنّ) أن يُملئ جانب مهم في الشاشة العمانية كان حتى وقت قريب ( يصوفر) من قلة وانعدام البصمة العمانية المحلية في الشكل والتناول الكرتوني ووصلنا في أحيان إلى أن نتابع (كراتين) الآخرين التي تزج بشخصية عمانية هنا وبلهجة عمانية هناك , بين متلقي حساس وآخر مرن .

المقدمة الغنائية ليوم ويوم تأتي راقصة ومحمّلة ب (يودان دان) شعبية ممتزجة ب ( معلاية ) إماراتية واضحة لا يخطئها السماع , مع بعض النكهة العمانية من بعيد , ويبدو أن الهدف من طرح هذا النوع من الأسلوب الغنائي الشعبي كمقدمة كان لجذب تجاري تسويقي في الاساس , وهو ما يعرف بلغة الفنانين ب (أغنية السوق) مستهدفة فئات المشاهدة الرمضانية لا سيما أن تجربة عمل مقدمات غنائية تأخذ الأسلوب الشعبي الراقص سبق و شاهدناها في أم خماس وشعبية الكرتون وفي أبو قتادة وأبو نبيل لذلك لم تخرج مقدمة يوم ويوم عن هذه المدرسة التي تحاول أن تجتذب بالإيقاع الشعبي المشاهدين من أول بوابات العمل الفني وهو المقدمة , وهو ما حدث فعلا إذ ان لحن المقدمة الذي وضعه الفنان العماني ماجد المرزوقي من نوعية الجمل اللحنية التي تعلق في الذاكرة السمعية بتحولاتها, ويأتي تسجيل الأغنية وتركيب الإيقاعات عليها في استديوهات دبي كنوع من السعي لجودة فنية غنائية متميزة , وهو ما تحقق فعلا كبديل مهم لنوعية سابقة من مقدمات الأعمال التلفزيونية العمانية التي كان فيها عنصر استسهال التنفيذ والدفع من ( المخبا ) الخالي لإنتاجها يوقع المؤسسة الإعلامية الرسمية في منطقة قلة الذوق الفني .. ما يؤخذ على مونتاج المقدمة أنها جاءت بنفحة من الطريقة الكلاسيكية في المونتاج وهي التي تخصص جزء من جوانب الشاشة لمؤثرات تقليدية عفا عليها الزمن البصري ولو تمت الاستعاضة عن هذا المؤثر بوضع الصورة كاملة في وضعية ( Full Screen ) لكان أجدى وأكثر بساطة .

مسلسل يوم ويوم كان من المفترض أن يكون اسمه يوميات عارف البرذول ولا نعلم سبب تغيير الاسم فعارف البرذول أكثر تسويقية من يوم ويوم وكان يمكن للشخصية أن تمتدد في الشعبية والانتشار وتساعد على انتشار الكرتون نفسه وربما يعطي دافع الانتشار إلى تحسين المستوى الإنتاجي لمستويات السلسلة في أجزاء قادمة , كذلك كان يمكن استغلال اسم عارف البرذول كنوع من الماركة المسجلة لتسويق كركتر الشخصية وبقية شخصيات المسلسل عن طريق تجاري كقمصان وغيرها من المنتجات التي تسعى فئة الأطفال وحتى الكبار إلى إقتنائها .

شخصيات يوم ويوم تنوعت بحسب انتقاء يخدم الحبكات الكوميدية المرنة ( عارف وعائلته , محاد وعائلته , مقهى برعي , وبعض الشخصيات الثانوية ) وإن كان تأثير بعض الأعمال الكرتونية الخليجية ذائعة الصيت كأم خماس وشعبية الكرتون واضحا في بعض جوانب اختيار نفسيات وأطباع الشخصيات إلى جانب أن تصاميم خلفيات المشاهد المبنية على وجود عائلتي عارف ومحاد الرئيسيتين في بيئة سكنية شعبية هو تكرار لأجواء أم خماس العامة , فالإتكاء على تجارب كرتونية سابقة شئ بديهي خصوصا في التجربة الكرتونية الأولى العمانية التي تشتغل على نظام تحريك ورسم (3D) مدموجا ب (2D) ولكن كان بالإمكان خلق بيئة جديدة ومبتكرة ومستقلة تعطي العمل العماني تفرد غير مبني على الانسياق خلف التجارب السابقة على الأقل فيما يخص تقسيمات بيئة الأحداث وأسلوب التقطيع والانتقال من مشهد إلى آخر , أما بالنسبة للأداء الصوتي للشخصيات بإستثناء عارف ومحاد وزوجة محاد لم يكن متقناً ومتناسبا والشخصيات , كزوجة عارف البرذول إذ يتضح أن الأداء الصوتي لها كان متكلف للغاية بالضغط على مخارج الأحرف وكأنها تطلع ب ( بالغصب ) كذلك الأداء الصوتي للأطفال لا يوجد به إحساس الطفولة أكثر من إحساس لوي ذراع الصوت الطفولي بمؤثرات صوتية , وبالرغم من تناسب وتناسق الأداء الصوتي لعارف البرذول ومحاد وزوجته وبرعي إلا أن هناك إحساس آخر بعدم وضوح عملية الدوبلاج وفي أحيان المكساج الصوتي مما يفقد بعض الكلمات مخارجها الواضحة فتأتي مأكولة .

يحسب ليوم ويوم أنه استوعب أطياف مختلفة من المجتمع العماني لغويا على الأقل وهنا النقطة الجديدة تماما , فإدخال تكوينات لهجة عمان الداخل مع لهجة صلالة مع لهجة الباطنة بجانب لهجة الشرقية في صورة عمل واحد هو انعكاس لطبيعة البيئة العمانية المتداخلة والمشتركة , فلأول مرة تلفزيوينا – بإستثناء مسلسل الغريقة الذي كان مخصص بالكامل لقصة حقيقية حدثت في صلالة لسفينة قديمة – لأول مرة تأتي اللهجة الظفارية واضحة صريحة مع شخصية محاد وزوجته وابنته الصغيرة ولأول مرة نسمع مصطلح ” بخسْكْ الله ” ذا الطعم الجنوبي في تعايش مع عارف البرذول الذي يبدو أقرب للهجة عمان الداخل أو اللهجة المسقطية الأولى ,إن وجود شخصية من الشمال مع شخصية من الجنوب في عمل واحد أعطى بعدا واقعيا أكثر لفكرة التعددية التي نعايشها يوميا في مجتمعنا والتي كانت لا تظهر في أعمالنا التلفزيونية البرامجية منها والدرامية وكأن هناك ما يشبه التوجه سابقا في محاولة توحيد عنصر اللهجة عبر طرح لهجة بيضاء وسطى بين شخصيات العمل الدرامي في حين أن عمان متعددة متباينة مختلفة في كثير من التفاصيل ومن بينها اللهجات , وهذا كله يصب في ثراء المجتمع وتنوعه , هذه النقطة من الجميل أن يوم ويوم استطاع أن يوجدها واستطاع فيها عارف البرذول أن يوحد عمان لأول مرة تلفزيونيا عبر تعدد لهجاتها الطبيعي ومن الجميل كذلك أن مقص الرقيب الموّجه تنازل عن فكرة التوحيد الإجبارية وإن جاء التنازل متأخرا كثيرا , وهذا يجعلنا نتأمل أن نرى في قادم الحلقات شخصية زنجبارية وشخصية بلوشية وشخصية من مسندم وشخصية بدوية وشخصية نزوانية وشخصية لوتيانية وشخصية جبّاليّة .. إلخ , وإن لم نرها في بقية حلقات يوم و يوم فقد نراها في مشاريع قادمة سواء كانت كرتونية أوغيرها ففي النهاية كلنا عمانيون متعايشون بوئام وحب بتعددنا في الإطار الحياتي فلا مانع من أن نكون كذلك داخل الإطار التلفزيوني ..

تتر العمل الكرتوني يحمل أسماء لها ثقلها واسهاماتها ونَفَسها على مستوى الكتابة القصصية والأدبية في السلطنة , أسماء مهمة صاغت مواضيع وأفكار يوم و يوم وهنا ربما السر في تطور مستوى الطرح الذي تمت معالجته دراميا بتميز في بعض الحلقات وببعض الإعتيادية في بعضها ويكفي أن نذكر أسماء من أمثال هلال البادي وسليمان المعمري وعبد العزيز الفارسي وهدى حمد ومالك المسلماني وناصر البدري لندلل على اجتماع عناصر إيجابية لها خبرتها الكتابية الكافية في استخراج مكونات قصصية جديدة تلامس الواقع العماني في أدق تفاصيله وما شخصية عارف البرذول الأصلية مثلما أسلفنا إلا إحدى ابتكارات الكاتب والقاص سليمان المعمري فهي من أروع الشخصيات ذات النَفَس الساخر والتي كتب في قالبها سليمان وأبدع في رسمها في خيالات القراء بشخصية البرذول , التي نرى أن الشخصية القصصية لم تنعكس تماما في البرذول الكرتوني في حين اقتربت الشخصية الكرتونية إلى حد ما من ملامسة البرذول القصصي .. فحلقة الخشوم والتي كتبها سليمان المعمري يطرح فيها أبعادا غاية في الأهمية في طبيعة العلاقة بين معالي وزير وبين مواطن أصبح عضو مجلس شورى , الحلقة تناولت بسخرية لاذعة الفرصة الوحيدة لكسب مزيد من الوقت في مقابلة الوزير بالمواطن هو مادة لاصقة في ( نعفة ) المواطن تتيح له في حالة أن (خاشم) المواطن الوزير ان يبقى حبيس ( نعفة) الوزير الملتصق ست ساعات !! هذه المدة هي مدة قياسية لجلسة مواطن مع وزير لم يستغلها البرذول عارف لصالحه وإنما استغلها الوزير لصالحة بشكل أفضل عبر طلبه من مساعده أن يصور النعفتين المتلاصقتين ونشرهما في الجرائد كدلالة على تقارب الوزير من المواطنين !! , هذه الحلقة إجمالا احتوت على إسقاطات مهمة وواقعية لامست فعلا منطقة النقد التي تتناولها هذه النوعية من الأعمال والتي يفترض في الأساس أن تغطيها الأعمال الكرتونية بسخرية لاذعة واضحة وهادفة أما بقية الحلقات – والمقال كُتب بعد مشاهدة ثمانية حلقات – فهي تراوحت بين المواضيع العامة التي هدفها الإضحاك ورسم البسمة فقط وبين بعض المواضيع التي تكشف نقاط إجتماعية سلبية , مثال حلقة ( العنجريزي ) إلى جانب بعض المواضيع النقدية لتكوينات خدمية , مثال حلقة ( كلنا بنموت ) التي تم استعراض مطبات الطيران (المتفيق) وهو الناقل الوطني ( الطيران العماني ) , والبعض من مواضيع يوم و يوم يذكرنا بتناولات المسلسل المرحوم ( درايش ) والذي اختفى عن الشاشة الرمضانية العمانية بشكل مفاجئ بعد تصريحات بوجود جزء خامس ربما كان سيكون جزء (كابس) آخر من سلسلة استثارت فئات عماليّة كالمعلمين أو عامة الناس من طريقة التناول والطرح السطحي لسلم اهتمامات المواطن العماني .. وسيأتي مقال خاص لاحقا عن موت الدرايش وكيف أسقط الشعب هذه الدرايش دريشة دريشة .

يوم ويوم لم يخرج عن بعض مناطق طرح درايش لا سيما في حلقة خاصة بالشائعات التي تنتشر عبر مواقع المنتديات وكنوع من تسليط الضوء المتعمد على أن منتديات السبلة العمانية هي أحد المواقع التي تنشر الشائعات من وجهة نظر كاتب الحلقة جاء ذكر موقع البسلة في الحلقة كتحريف مكشوف يود أن يقول فيه : ” أنا تراني ما أقصد السبلة أنا أقصد السبلة ” !! هذه الحلقة تحديدا تذكرنا بنفس التناول السطحي لمسلسل درايش في موضوع الكتابة الإلكترونية .

شركة المؤنس المنتج المنفذ للعمل لصاحبها الكاتب والشاعر ناصر البدري استفادت بشكل مباشر من المعونة المادية التي أتاحها ديوان البلاط السلطاني في عهد معالي السيد علي بن حمود وزير شؤون ديوان البلاط السلطاني السابق ضمن الهبّة الديوانية في النهوض بالإنتاج التلفزيوني وهو ما يطرح تساؤلات مهمة هل ستمتد هذه اليد الديوانية طويلا في دعم الأعمال التلفزيونية ؟ وهل بدونها لن نرى أعمال آخرى قادمة على شاكلة يوم ويوم على الأقل ؟ وهل سيتم توزيع الحصص المادية في القادم على شركات أخرى أم ستستآثر وستستأنس شركة المؤنس بالحلوى الديوانية ؟ وهل التغييرات التي طالت ديوان البلاط السلطاني سترمي بثقلها على فكرة الدعم ؟. الشاعر ناصر البدري الذي استطاع بتوليفة متقنة إلى حد كبير من إيجاد عناصر عمل ناجحة ومتكاملة فنيا في يوم ويوم , قادنا وجود اسمه كمخرج ليوم ويوم إلى جملة تساؤلات , فنحن نعرف ناصر على أنه شخصية شعرية أدبية ثقافية عامة تمارس العمل الكتابي في أشكال متعددة وساهم بقيادته الإدارية وربما الفنية في ربط الخيوط الصحيحة لظهور المسلسل بشكله الحالي إلى جانب إسهامات زملاءه في فريق العمل كمالك المسلماني والأسماء القصصية التي تم ذكرها ولكن أن يأتي ناصر كمخرج ولعمل كرتوني فهنا تأتي أسئلة مهنية فيما يخص العمل الكرتوني تحديدا كونه قائم في إخراجة على عناصر مختلفة تماما عن مفهوم الإخراج التلفزيوني العام , مراحل رسم وتخطيط مبدئي للشخصيات ومن ثم الانتقال إلى مستويات التبييض وبعدها إلى مستويات التحريك ويأتي في النهاية وضع زوايا الكاميرات المتصورة لحركة الجرافيك سواءا بأبعاده الثنائية أو بأبعادة الثلاثية وهو ما يسمى ب ( Story Board ) الحركة الكرتونية , والتي تقارب في مهامها مهام المخرج الإعتيادي في الدراما التلفزيونية فهل كان ناصر البدري مشرفا على كل هذه الخطوات أم ممارسا لها حتى يأتي اسمه في التتر إخراج ناصر البدري ؟ ثم أن هناك فرق بين الإشراف وبين الممارسة للعمل الإخراجي الكرتوني نقول هذا ليس تشكيكا في قدرات ناصر الفنية ولكن حتى لا نقع في المعتاد من أفخاخ الإستسهال المقيتة عبر شاشتنا العمانية بما تمثلها من سهولة وضع اسم الإخراج بجانب فلان الفلاني .

في النهاية يأتي عمل يوم ويوم كإضافة نوعية على مستوى الجودة والشكل الفني للشاشة العمانية التي تأخرت كثيرا في اللحاق بركب التطور البصري في عوالم الميديا أما على مستوى طرح مواضيع الحلقات فنحن ننتظر القادم من الحلقات ليظهر الوجه النقدي المكثف لبعض الأفكار التي يمكن لقالب العمل الكرتوني ان يستوعبها ويعكسها بمرونة أكبر من الأشكال التلفزيونية الآخرى .

حميد البلوشي
Kalam123@hotmail.com

Aug 13, 2011

عـــودة الـثـقـــة




تتفاقم أزمة الثقة يوما بعد آخر بين مجموعة من المثقفين والناشطين وبين الحكومة وبالاخص بعد التظاهرات والاعتصامات الاخيرة التي دفعت بالحكومة لتغييرات غير متوقعة ومحسوبة مصحوبة بجملة من الوعود الاصلاحية تهدف بالدرجة الاولى لتوفير فرص العمل وتطوير الخدمات واتاحة مشاركة شعبية اوسع في صنع القرار باعطاء صلاحيات اوسع لمجلسي الدولة والشورى .

ولعل أسباب تأزم الثقة وتفاقمها جاءت نتيجة للسلبية وعدم الشفافية ووضوح الرؤيا التي لازالت تحكم العلاقات بين الحكومة والمواطنين وبالذات المثقفين والناشطين فيما يخص محاربة الفساد والمشاركة في صنع القرار وحرية التعبيرواستقلالية منظمات وجمعيات المجتمع المدني وذلك رغم الوعود التي قطعتها الحكومة على نفسها الا ان عدم وجود اتفاق او خريطة طريق والتغاضي عن محاسبة المسؤولين السابقين المتهمين بالتجاوز واستغلال المناصب عن اخطائهم وتجاوزاتهم أجل عودة الثقة المفقودة .. ربما الى حين .

امام هذه المشكلة التي خلقت شرخا وانقساما في اوساط المعنيين بالشأن الوطني وبالذات المتحاورين والمشاركين في المنتديات بحيث بات التراشق والشد والجذب سمة ولغة الحوار السائدة للاسف الشديد .. احببت فتح باب النقاش الجاد عبر هذا الموضوع الهادف للوصول الى تفاهمات توحد الجهود والرؤى بين الطرفين ولاسيما اننا جميعا ابناء وطن واحد مصلحته هي غايتنا الاسمى .

لن اضع اية محاور او نقاط يدور حولها النقاش ولكن ادعوكم لابداء وجهات نظركم البناءة حول افضل السبل لاعادة الثقة ولم الصفوف كسرا للقاعدة المعروفة عنا .. اتفق العرب على الا يتفقوا .. فهل نتفق على اعادة الثقة ؟

Aug 5, 2011

‎إذا أردت ان تعرف ما يجري في تل ابيب، عليك ان تعرف ما يجري في مسقط ‫!!‬




‎هل تتذكرون المسلسل السوري « صح النوم » وحارة كل من أيده إله ! والجملة الشهيرة لشخصية حسني البورظان التي مثلها المرحوم نهاد قلعي «إذا أردت ان تعرف ما يجري في إيطاليا، عليك ان تعرف ما يجري في البرازيل ‪!!‬ » .. الآن وبعد ٣٩ عاما على محاولة البورظان كتابة مقالته في المسلسل الشهير ما علينا سوى النظر لما يجري في تل ابيب لنعرف ما يجري في مسقط !!

ففي تل ابيب اقام مئات من الشبان والشابات مدينة خيام اعتصموا فيها احتجاجا على ارتفاع اسعار المساكن والايجارات التي تقف حائلا بينهم وبين احلامهم في الاستقرار سرعان ما انضم اليهم الالاف ممن يعانون من نفس المشكلة وغيرهم من المتعاطفين ليبلغ عددهم في غضون ايام الى ما يزيد عن ١٥٠ الفا والعدد في ازدياد !! ولتعم المظاهرات والاعتصامات معظم المدن الرئيسية ويرتفع سقف المطالب بالاضافة للسكن والايجارات فيطال اسعار الوقود والتعليم والصحة .. والحبل على الجرار مما يبشر بربيع اسرائيلي كاسح على خلفية الربيع العربي الذي اطاح ببن علي والسي حسني الذي دخل القفص اخيرا والذي يستلهم منه شباب اسرائيل مثلما سبقهم في ذلك شباب اسبانيا !!

والآن .. الا تتشابه مشكلة الغالبية العظمى من شبابنا وشاباتنا في مسقط والسلطنة عموما ومشاكل الاسرائيليين والاسرائيليات ليستلهموا هم الاخرين وبشكل جارف ربيع تونس ومصر !؟؟

الا نعاني من مافيا هوامير العقار ورفضهم المتواصل لتخفيض الايجارات واسعار العقارات والبناء عموما رغم ان العرض يفوق الطلب بمراحل !؟

الا نعاني من ارتفاع الاسعار وغلاء المعيشة واحتكار عائلة هوامير معدودة على الاصابع لكل شيء من البصل للدواء .. مرورا بالعيش ووصولا للسيارة !؟

الا نعاني من تدنى وقصور واضحيين في مستوى التشخيص والخدمات الصحية لدرجة باتت معها مستشفيات تايلند والهند ترطن باللهجات العمانية وباتت الدشاديش والعبايات مألوفة اكثر من ملابس التايلنديين !؟ الا نعاني بنفس القدر من تدني مخزي في مستوى التعليم ما عليكم سوى ملاحظته في مداخلات بعض الاخوة في المنتديات لتقفوا على الحقيقة !؟

اليست مشاكلنا الاقتصادية والاجتماعية وحتى السياسية كانت السبب وراء التظاهرات الاخيرة التي لازالت بقاياها في صحار وصلالة مشتعلة تحت الرماد !؟

أذن .. فأن مشاكل تل ابيب لا تختلف عن مشاكل مسقط ومشاكل جميع العواصم والحواضر التي تسقط فيها الحكومات عن الوفاء بعهودها وبرامجها ما يحصل فيها متشابه ومتقارب .. ولعل خروج مئات الالاف من الاسرائيليين سوف يؤدي بالحكومة اليمينية المتطرفة للاذعان شاءت ام أبت وعلى خشم نتيناهو وغصبا عنه سينتصرون ليتمتعوا في النهاية بثمار ربيعهم .. فماذا عنا ؟؟

هل ينبغي علينا تكرار ربيعنا االساخن لخريف جاف مقحل ؟؟ الم نتعلم بما فيه الكفاية ان الحكومة الناجحة والوفية ينبغي ان تكون في خدمة الشعب ليكون الشعب في خدمتها وليس في خدمة اهداف ومصالح شلة من الهوامير الجشعين والمسؤولين الفاسدين ؟؟

Aug 3, 2011

الى مجلس الشورى .. على رؤوس الاغنام !!



شر البلية ما يضحك .. وكأن مسلسلات رمضان الفكاهية لا تكفي لنتقلب معها على مواجعنا .. يأتينا أحد الكتاب في جريدة «العامل» الاليكترونية بموضوع كوميدي تراجيدي يحكي حال الاعضاء المترشحين لعضوية مجلس الشورى واساليبهم في شراء الاصوات :

ولاية صور.. الأعلى سعراً في شراء أصوات الناخبين !
مسقط - يوسف بن محمد البلوشى - العامل


إنفردت مجلة العامل بين المناطق والولايات العمانية بعد إنتشار عن أخبار شراء أصوات الناخبين في سباق الترشح لمجلس الشورى - الدورة السابعه، فمثلاً ولاية صور وصل سعر الصوت إلى 150 ريالً لتكون الأعلى سعرا حتى الآن عن نظيراتها من المدن العمانية وتتصدر قائمة أغلى الأصوات.

وقد أمتد الأمر إلى إثارة في جسد الشارع العماني، حيث وصل الصوت في ولاية عبري برأس غنم ربما لأننا مقبلين على أيام شهر رمضان الفضيل وعيد الفطر المبارك، وفي ولاية المصنعة وتحديداً منطقة العويد وصل الصوت هناك إلى توفير مؤن غذائية تكفي لسد إحتياجات شهر رمضان الفضيل ، وفي ولاية مطرح ومسقط وصل الصوت فيها من 50 إلى 80 ريال !

ولا تقتصر عملية شراء الأصوات على ولايات معينة ولكنها تنتشر في معظم الولايات العمانية كما ذكرنا سلفاً، وتختلف قيمة الصوت الواحد من ولاية إلى أخرى إذ تعتبر ولايات مسقط وصور وصحار وعبري والبريمي الأعلى في قيمة الصوت فقد بلغ صوت الناخب في صحار 100 ريالاً فيما تتراوح قيمته في عبري بين 60 إلى 80 ريالاً، أما صور فقد وصل صوت الناخب بها إلى 150 ريالاً. في حين تعتبر قيمة الصوت في منطقة الداخلية أقل سعراً ولا يتجاوز الثلاثين ريالا.ً

ونلاحظ أن معظم من يقوم بشراء هذه الاصوات هم من أصحاب الأعمال والتجارة والمتمكنين من الناحية المادية وذلك بتجنيد مندوبون عنهم في كل سكة من سكك الولاية ليتم حصر عدد الأسماء ودفع المبالغ لشراء الأصوات حتى لا يتم إتهام المترشح شخصياً بشراء الأصوات، ومع أن التصويت في يوم الإنتخابات يكون بالإقتراع السري أي أن بإمكان الناخب أن يخون المترشح بأن يأخذ مبلغاً مالياً ويصوت لمترشح آخر، إلا أن المترشحين لا زالوا مصرين على شراء أصوات الناخبين وضمائرهم ، ويوجه هؤلاء المترشحين حقائب نقودهم إلى الأحياء الفقيرة داخل الولايات وإلى فئة المواطنين البسطاء والمستضعفين ولسان حالهم يقول: دعني أستفيد اليوم من المبلغ قبل أن يغيب عنا المترشح بعد فوزه بكرسي الشورى.

يذكر أن القانون العماني يجرم عملية شراء الأصوات وجاء ذلك في المادة 36 مكرراً من قانون الجزاء العماني والتي تنص على حبس من تثبت عليه تهمة شراء الأصوات سنة كاملة أو تغريمة ألفين ريال أو العقوبتين معاً وحرمانة من الترشح لفترتين إنتخابيتين، إلا أن عمليات رصد شراء الأصوات تعتمد فقط على بلاغات المواطنين ولا توجد لجان داخلية أو رقابه صارمه تتغلغل بين المترشحين والناخبين لمعرفة كيفية تتم عملية شراء الأصوات.


الرابط: ظˆظ„ط§ظٹط© طµظˆط±.. ط§ظ„ط£ط¹ظ„ظ‰ ط³ط¹ط±ط§ظ‹ ظپظٹ ط´ط±ط§ط، ط£طµظˆط§طھ ط§ظ„ظ†ط§ط®ط¨ظٹظ† !

تو عاد تخيلوا اخواني واخواتي .. عدد التيوس الذين سيدخلون مجلسنا الموقر على رؤوس الاغنام وماذا سيقدمونه لنا وكيف سيكون حالنا ان تم مستقبلا تعيين تيسا كبير منهم وزيرا !؟

إرحموا عزيز قوم ذل




إرحموا عزيز قوم ذل * .. وصلتني في رسالة نصية عن طريق النقال في اشارة لمحاكمة الرئيس المخلوع حسني مبارك . ياترى في نظركم هل يستحق فعلا الرئيس المخلوع الشفقة والرحمة وهو المتهم بقتل المئات من مواطنيه واختلاس عشرات ان لم يكن مئات الملايين من اموال الدولة ؟؟

وهل يستحق ان نستجدي العطف له من المذلة التي اوقع فيها نفسه والشعب المصرى المغلوب على أمره والعرب عموما بالانصياع التام لرغبات الغرب والصهاينة ومعاداته السافرة للمتدينين من ابناء وطنه واستخدامهم شماعة في الفوبيا التي اجتاحت الغرب من المسلمين أثر احداث نيويورك وتداعياتها ؟؟

هل يستحق ان نستجدي له العطف من المذلة على فساده وعائلته واقاربه واعوانه الذين اذلوا وسرقوا واهانوا الشعب المصري طوال عقود طويلة تناقص فيها واضمحل دور مصر الرائد لتكون أداة طيعة في ايدي امريكا واسرائيل ؟؟

واخيرا .. هل يستحق ان نستجدي له العطف على ما تعرض له شباب مصر الثائر في مطالبته بالحرية والتغيير والاصلاح من قتل وتنكيل راح ضحيته المئات !؟ اتركوا لكم الجواب .

Aug 1, 2011

(١) بطاقات رمضانية - أرقام قياسية لأسعار الأسماك العُمانية !!



ارتفاع اسعار الاسماك الجنوني في الهايبرماركيتات وحتى في الاسواق التقليدية يشعر المرء بأننا نعيش فوضي خلاقة يسعى المستفيدون من وراءها اجبارنا على القبول بالواقع الجديد الذي وضعوه للاسعار في ظل غياب تام للجهات الحكومية المعنية التي لم تتعدى جهودها التودد للشركات احيانا عندما تتعالى الاصوات تذمرا على طرح بعض من صادراتها للاسواق الخارجية محليا .. الا ان الوضع ازداد سوءا مؤخرا وارتفعت الاسعار لتضرب ارقاما قياسية خيالية جديدة لم اعهدها شخصيا من قبل في حياتي وتستحق ان ندخل بها موسوعة غينيس للارقام القياسية !!

في زيارة تسوق لمحلات سلطان في القرم قبل يومين اصبت بدهشة عظيمة عندما وجدت شرائح سمك هامور معروضة بسعر سبعة ريالات ونصف للكيلو الواحد !! وهنا تسجيل مصور وموثق طازج بها وبأسعار بعض من الاسماك المعروفة اهديها بطاقات تهنئة بمناسبة الشهر الفضيل لمعالي وزير الاسماك وزميله معالي وزير التجارة ولجميع المعنيين بالامر .

وتجدر الاشارة ايضا لنقطة مهمة للغاية وهي رداءة الاسماك المعروضة وعدم ملائمتها للاستهلاك البشري واصرار الباعة على عرضها في ظل غياب تام للرقابة الصحية الغذائية وعدم تقيد بمعايير الجودة ولم يقتصر ذلك على الاسماك بل حتى الخضروات والفواكة وبالتحديد حسب ملاحظاتي في هايبرماركيتات اللولو القذرة .. وهي بطاقة اضافية نهديها لرئيس بلدية مسقط !!

المشكلة ان الاسماك متوفرة وان تفاوتت وقلت الكميات والانواع عن السابق والصيايد عندنا لا يرحمون ولا يحترمون ذلك ولا ينقطعون عن الصيد ليل نهار في ظل غياب الرادع وتطنيش الكامل للقوانين التي لا تعدو بالنسبة لهم سوى حبر على ورق !!

ولعل هذا الغياب الرقابي الرسمي والامتناع عن تحديد الاسعار رسميا في دولة التجار شجع الجميع على التمادي في زيادة الاسعار كما يحلو ويطيب لهم واستغلال الشهر الفضيل واقبال المواطنين فيه على ما لذ وطاب من طعام وكأننا خارجين من مجاعة القرن الافريقي !!

وعندما تباع سمكة كنعد* وزنها ٧٠ كيلوغرام بـ ٣٥٠ ريال وحبة جيذر** وزنها ١٣٦ كيلوغرام بـاكثر من ٥٠٠ ريال وهامور*** وزنه ١٥٠ كيلوغرام بـاكثر من ١٠٠٠ ريال .. فكم تعتقدون سيكون سعر حبة العومة !؟؟


كيلو كنعد بحوالي خمسة ريالات (سوبر ماركت سلطان)


كيلو جيذر بحوالي اربعة ريالات (هايبرماركت اللولو/ دارسيت)


كيلو هامور بحوالي سبعة ريالات ونصف (سوبر ماركت سلطان)

هذه الاسعار السائدة الآن هي للانواع الثلاثة مقطعة عند بلوغها الاحجام القياسية .. وقلما تصل مثل هذه الاسماك لاحجامها القياسية لعدم اتاحة الفرصة لها للنمو الكامل وباتت نادرة للغاية بعد الصيد الجائر الذي تعرضت له خلال العقود الاربعة الاخيرة مع غياب تام للجهات المعنية العاجزة وبالذات في سلطنتنا الحبيبة حتى الآن عن معالجة الاستنزاف الخطير لثروتنا السمكية والاستغلال البشع الذي تتعرض له من قبل الجميع .. صيادين محليين وسفن صيد للشركات واخرى خارجية وقراصنة ايضا .

ويجدر بالذكر هنا .. ان اسماك التونة صفراء الزعانف «الجيذر» بالذات باتت مستهدفة بشكل خاص من قبل شركات الصيد العالمية الكبرى التي تتعقب طرق هجرتها من والى بحر العرب والمحيط الهندي بمساعدة الطائرات والاقمار الصناعية لتقوم باعتراضها بشباك الصيد السطحية المقعرة وتجميعها في اسراب تمهيدا لنقلها لحظائر عائمة حيث يتم تسمينها الى ان تصل الاحجام المناسبة والمرغوبة في الاسواق اليابانية بالذات .. وللاسف الشديد لازالت مشاريع تربية الاسماك التي تتحدث عنها وزارتنا منذ عقدين تقريبا حبر على ورق ووعود !! رمضان كريم اصحاب المعالي .. وعفوا على الصراحة .


----------

* يصل طول سمكة الكنعد (Scomberomorus commerson) نحو مترين ويبلغ وزنها حوالي ٧٠ كيلوغراما .

** يبلغ وزن سمكة الجيذر (Thunnus albacares) نحو ٢٠٠ كيلوغرام وطولها نحو مترين .. وقد تناقصت اعدادها واحجامها مؤخرا في مياه السلطنة حتى باتت نادرة الآن .

*** يصل طول الهامور المنقط الكبير المعروف علميا باسم هامور ملبار (Epinephelus malabaricus) والذي يتواجد في خليج عُمان والبحر الاحمر لنحو ١، ٢ متر ويبلغ وزنه نحو ١٥٠ كيلوغرام .