Jun 15, 2011

لنجعل من الرقابة الذاتية منهجا وأسلوبا وسياسة





هل تتذكرون الحواري التقليدية التي نشأنا فيها صغارا وبعضنا حتى لم يغادرها الا محمولا لمثواه الاخير ؟؟ هل تتذكرون الجيران والاقارب ؟؟ هل تتذكرون التعاضد والتواصل الاجتماعي وحتى التنافر والخصام احيانا ؟؟ هل تتذكرون افراح واحزان واعياد الحارة ؟؟ ما أجمل ذكريات الحواري وما اروع اهلها .

حارتنا «الافتراضية» هذه التي تجمعنا مع بعضنا البعض عبر الشبكة ونحن متخفين باسماء مستعارة سرعان ما تنكشف عند الحوار والنقاش الذي يحتدم احيانا ويخفت احيانا فتظهر شخصياتنا الحقيقية .. مختلفين ومتفقين ولكن في النهاية متعاضدين ومحبين ومتسامحين، تجسد بالضبط الحارة العُمانية التقليدية «الواقعية» بأهلها وثقافتهم وعاداتهم .. بل وحتى عفويتهم.

ما ألم بأدارة الحارة مؤخرا وحجبها القسري من قبل الادعاء العام تحملنا جماعيا وطأته وكدنا ان نتشتت ونرحل عن بيوتنا قسرا ونترك حارتنا خاوية مهجورة نتيجة لخطأ زائر غير مسؤول لنا !!

وحتى لا يتكرر ذلك مرة اخرى ويستغل المتربصون الفرصة علينا اجتياز اختبار صعب ولكنه غير مستحيل تفرضه المستجدات وما سيصدر من قوانين لتقليص مساحات الحرية المتوفرة .. طبعا لا نريد ان نكون كفتوة الحارة التقليدية نلجأ للعنف ونتربص بكل غريب وخاطر يمر بحارتنا ولكن لنكن مسؤولين ونقطع الطريق امام كل من قد يفكر باستغلال الحارة ويحملها عدم مسؤوليته عن جهل او تعمد !!

لنضرب لمن يود دخول حارتنا مثالا على الالتزام والمسؤولية ونذكره بأن الحارة غير مسؤولة عن رأيه وانها للاقلام الجادة التي تكتب بمصداقية وبالتزام وصدق وبما يفيد وينفع الوطن والمواطن وبأن ما يكتبه محل ثقة الاخرين فعليه التزام الصدق والامانة .

لنجعل من الرقابة الذاتية منهجا وأسلوبا وسياسة حتى لا نحمل ادارة الحارة وزر اخطائنا واخطاء زوارها ونشجع الآخرين ومن ثم نفقد حارتنا بكل ما فيها من محبة ونجلس حائرين .