Sep 5, 2010

العاطفة قد تخبو ولكن لا تنطفأ !



يقولون عنا اننا الشرقيون شعوب عاطفية ولكن ما اشاهده هذه الايام يثبت ان بعضنا للاسف ماتت عواطفه واحاسيسه وغلب عليها التبلد بل استعاض عنها البعض بالكراهية !! في موضوع للاخت حبيبة الهنائية من ضمن سلسلة مواضيعها عن حالات إنسانية استثنائية تستحق المساعدة والعلاج ظهر التناقض في العواطف واضحا وجليا بين ما اشتهرنا به وما اصبحنا عليه .

في السابق كانت القلوب عطوفة كما يقول المصريون عند بعضيها والتكافل والتراحم هو السائد في وقت لم تكن فيه الحكومة تقدم أى شيء يذكر للمواطنين فكانوا اكثر اهتماما ببعضهم البعض وتعلقا . في حارتنا كانت لنا جارة ترملت ورحل أبنها الوحيد بحثا عن عمل في الخليج وظلت هي كالمقطوعة من شجرة ، وحيدة في منزلها المتواضع وكانت والدتي رحمها الله لا تنقطع عن زيارتها يوميا وتفقد حالها وكذلك كان الجيران الاخرون الذين وفروا لها كل ما تحتاجه من الالف الى الياء وتبنوها مجتمعين وكان التعاضد سمة حارتنا الجميلة الى ان تفرقنا بعد السبعين .

لم تكن لنا موارد كما هو الحال الآن وكانت البساطة هي السائدة والقناعة هي المهيمنة ولم يشتكي مع ذلك بيت وأحد في حارتنا من فاقة او عوز حيث كان الجميع وتلقائيا يساعدون بعضهم البعض ويحبون للاخرين ما لانفسهم .

حالة العائلة المذكورة في حلة الميابين في تقرير الاخت حبيبة مفجعة للغاية ولعلها ليست الوحيدة في ظل الظروف التي يعاني منها الكثيرون الذين يفضلون السكوت وتجرع المعاناة على مضض رغم ضيق ذات اليد فهل فكرتم ولو للحظة عن حال جيرانكم واهالي قراكم التي هجرتوها ؟؟ لو اننا كنا بمحبة وتعاطف اجدادنا وتعاضدهم هل كنا سنشاهد حالات كالتي تلقي عليها الضوء الاخت حبيبة وتستفز بها عواطفنا المتبلدة ؟؟

ها نحن في العشر الاواخر من شهر الرحمة والخير والغفران والعالم من حولنا يئن من الالم والحرمان والعوز فهل فكرنا بعاطفتنا ولو قليلا ومددنا يد المساعدة لاخواننا في الوطن وخارجه وفي هذا الظرف والزمان في باكستان وفلسطين وافغانستان وغيرها .. انظروا حولكم فربما تجدون محتاجا او معوزا غدر به الزمن فباشروا بتلقائية لمساعدته دون ان تجرحوا مشاعره وكبريائه واوقدوا العاطفة المنطفأة في قلوبكم من جديد لتنتشوا بعد ذلك بشعور مريح ولا اروع .. جعل الله ايامكم كلها حب وتعاطف وعيدكم مبارك وعواطفكم بألف خير .

Sep 4, 2010

ما بعد فشل المفاوضات !



مسرحية المفاوضات الهزلية الجارية في واشنطن مصيرها المحتوم الفشل الذريع باعتراف معظم المراقبين والاسباب معروفة مسبقا والمسألة وقتية لا اكثر ارداتها امريكا لتبييض وجهها في العالم وكسب ود المسلمين ولو على حساب اصدقائها والصورة خير تعبير .. فالوحيد الواثق من نفسه فيها هو نتنياهو . ولكن ماذا ستكون نتائج هذا الفشل وتداعياته المتوقعة !؟

التداعيات المحتملة سوف تتمثل في اضعاف موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس حكومته سلام فياض الى حد كبير يتلاشى معه أملهم بحل سلمي للنزاع تماما يضمن لهم السيطرة علي اراضى الضفة المحتلة ومعها ستعود عمليات المقاومة المسلحة ومعها سترد اسرائيل مزهوة بقوتها بعمليات مشابهة لعملية الرصاص المصهور التي نفذتها في غزة .

ولن تقتصر ردود الافعال على غضب واحتجاج المجتمع الدولي الذي سيكون مضاعفا ولكنه قد يشجع ايضا على مباشرة العمليات الفدائية في المدن الاسرائيلية بتعاون العرب الاسرائيليين وتعاطفهم الذين ضاقوا ذرعا بسياسة اليمين الاسرائيلي المتطرف . وكالعادة ستقوم اسرائيل حينها بتقييد حرية التنقل والتعبير ومضايقة الاسرائيليين العرب مما سيعرضها للانتقاد داخليا على سياساتها التعسفية التي تهدد الديمقراطية التي تتشدق بها .

بعد الخيبة المريرة وضمن السيناريو المتوقع تعلن السلطة الفلسطينية عن حل نفسها بنفسها باستقالة محمود عباس وحكومته برئاسة سلام فياض وتدعو المجتمع الدولي لاجبار اسرائيل على قبول حل الدولة الموحدة ولو على مضض . وعندها ستقوم اسرائيل ببسط سيطرتها بالكامل على الضفة الغربية ولكنها لن تمنح الفلسطينيين الجنسية الاسرائيلية حماية لتفوق العنصر اليهودي واغلبيته .. وعليه سيتم وصمها بدولة نظام فصل عنصري مما سيضاعف من عقلية التمترس الاسرائيلية الحالية في وجه العالم والتقوقع وبالتحديد مع مطالبة العالم بمقاطعتها وفض الارتباطات معها في جميع المجالات.

وبهذا تهضم الحقوق الفلسطينية والعالم يتفرج محتجا ومنددا وتفرض اسرائيل نفسها كسيف مسلط على رقاب العرب والمسلمين بعد ان نجحت في امتياز في تنفيذ مخططها الذي بدأ قبل ٦٠ عاما ... ولكنه في النهاية مخطط فاشل مصيره مفجع ولو بعد ستون عاما اخرى .. فالفلسطينيون لن ينسوا حقهم ومفاتيح منازلهم لازالت بايديهم ولعلهم سيعتمدون منذ الآن على انفسهم وينسون تماما امريكا والغرب والمجتمع الدولي الذي لا يملك سوى الاحتجاج بعد ان نسيهم المجتمع العربي منذ زمن طويل .