فلعتين في الرأس توجع !

اذ نقدر ونثمن الجهود الخيرة لجميع الجهات الحكومية وحرصها على سلامة المواطنين والمقيمين .. نتمنى ان تكون هذه المرة على استعداد اكبر ومضاعف لمواجهة الامطار الغزيرة المتوقعة في مسقطء اليوم وغدا .. وما قد ستسفر عنه من فيضانات وخاصة وان الارض لازالت مشبعة ببقايا جونو والبرك منتشرة مما يعنى تكون سريع للاودية عليه نرجوا من الجميع اخذ الحذر والحيطة وعدم المجازفة .. والوقاية خير من العلاج وفلعتين في الرأس توجع !

وما الحل ؟؟

بعد ان راحت الـ ........ وجاءت الفكرة كما يقولون دوما عندما يستعيد المرء رشده .. حان الوقت لنسأل الاعضاء الكرام في سبلتنا .. وما الحل ؟؟ .. مالذي كان يتوجب علينا ان نفعله وما الذي لم نفعله لتجنب الخسائر بانواعها .. البشرية والمادية ؟ .. وما الذي نسيناه او غفلنا عنه عندما قمنا بالتخطيط وتنفيذ البنى التحتية التى تأثرت كالشوارع والجسور ومعابر الاودية واحراماتها ؟ .. وماذا وكيف نكون مستعدين لمواقف مماثلة او اسوء مستقبلا ؟ ادعوكم اخواني واخواتي للمساهمة والنقاش الجاد الهادف .. فعمان للجميع والجميع لعمان .
وباديء ذي بدء .. ليسمح لي الاخ عبدالقادر بادراج مساهمته في هذا الصدد اولا .. تليها ما وجدت شخصيا انه فاتت المساهمة الاولى .. وحتى لا نكرر نفس المقترحات والنقاط والاراء .. اتمنى من الاخوة قراءة ما تم اقتراحه اولا باول ثم الادلاء بدلوهم :

مساهمة الاخ عبدالقادر ..
- حاليا ،، يجب أن تستبدل الأراضي الغير مؤهولة والموزعة على المواطنين في بطون الأودية والقريبة من مواقع السدود (والمبادرة بالتغيير هي مسؤولية مشتركة بين المواطن والجهات الحكومية)
- تعلن القيادة العامة للشرطة بتحويل موقعها من قعر وادي عدي الى منطقة أكثر أمنا ،، عسى وعل أن ينتصح أصحاب المراكز في منطقة القرم التجارية ويقتنعوا بتغيير مواقعهم طوع ارادتهم ،، ويريحوا البلدية من عناء التجميل والتنظيف ووو
- تتولى الأمانة العامة لتخطيط المدن ،، بدراسة المناطق المتأثرة بالإعصار والظواهر الطبيعية ،، وترفع مقترحات لمناطق بديلة ووضع خطط اخلاء طويلة الأمد (لا تأثر على سوق العقار)
- اقامة شوارع ومنشآت خدمية تستطيع أن تستوعب أمثال هذه الكوارث ،، وذات فترة عمر أطول وقياسات عمانية خاصة "وليست عالمية" ... والتأمين عليها
- مشاريع وطنية تهدف لتصريف المياه في جميع المدن العمانية (ويبدء بالمدن الكبرى والمكتضة بالسكان والعمران ،، لأن ارتفاع منسوب المياه بها أسرع وأخطر) ...
- مستقبلا،، التقليل من هوس تجميل الشوارع وزرع ملايين الزهور على جنباتها ،، والتي أستنزفت ميزانيات البلديات والديوان
- تدريب فريق احتياطي عالي الكفاءة لعمليات الانقاذ في مثل هذه الظروف (ويفضل فريق ذو خبرة عسكرية) ،،
- وضع فرق طوارىء أخرى ذات خبرات واسعة في اعادة الخدمات كالمياه والكهرباء بسرعة أكبر مع توفير قطع الغيار اللازمة كمخزون وطني
- تدريب فريق تطوعي من أبناء الوطن لعمليات المساعدة الأخرى ،، وليس التطوع بالطريقة الفوضوية التي حصلت في الاعصار الأخير ...
نصيحة للجنتي تثمين وتقدير أضرار الاعصار جونو :
اذا لم توجد هناك نية بالتعويض (بسبب الامكانيات المادية) ،، أو أن النية مبيتة لتعويضات رمزية جدا ،، فالأولى أن نتوقف عن عملية الحصر ،، حتى لا يخيب رجاء المواطن ويفقد ثقته بحكومته ،، بعدما أعاد الاعصار جزءا منها ... والبقية تأتي ...

هنا ما اعتقد شخصيا ومن وجهة نظري الخاصة ما يجب عمله :
- تعيين الاشخاص المناسبين في مواقع المسؤولية طبقا للكفاءة العلمية والخبرة والقدرة والاخلاص والامانة وعدم وضع اعتبار للواسطة والمحسوبية والمركز الاجتماعي والقبلي والمادي .. اي الرجل المناسب في المكان المناسب وبالذات في وزارات ودوائر الخدمات والانشاءات والبلديات .
- محاسبة الذين اخطاؤا حسب القانون وتسريحهم بعد اعتذارهم عن ما تسببوا به من خسائر في الارواح والممتلكات .
- الاستفادة من واقع هذه التجربة المريرة والتجارب الاخرى المماثلة بشكل توثيقي احترافي عن طريق ندوة خاصة يشارك فيها خبراء متخصصين في الانشاءات والتضاريس الارضية والارصاد الجوية والزلازل والحروب والتلوث بانواعه الكيميائي والاشعاعي ورفع التوصيات بعد مناقشتها بشفافية للتطبيق والعمل بها وليس لوضعها على الرفوف .
- احترام الطبيعة والاخذ برأي العلماء والبيئيين ومهندسي التضاريس والسطح عند التخطيط لاقامة مدن جديدة .
- عدم التعرض ومحاولة تغيير مسارات الاودية الكبيرة باساليب غير مدروسة وعشوائية وبالذات الشعاب والاودية الفرعية .. والافضل ترك مناطق الاودية على ما هي عليه والابتعاد عنها .. فالسدود لها ايضا مساوىء بيئية قد تفوق فوائدها المدنية.
- الاتجاه للتعمير الافقي بعد ان شحت الاراضي المناسبة والامنة وذلك مع ازدياد السكاني المضطرد .
- وضع معايير عالية جدا وان كانت مكلفة عند انشاء الطرقات والجسور والانفاق والمعابر ولعل شارع الشرقية الذي شقته احدى الشركات الفرنسية مع بداية النهضة يعد مثالا جيدا يحتذى به.
- ازالة جميع الشوارع البحرية من مواقعها الحالية المحاذية للشواطىء الى الداخل وعدم الشروع في بناء غيرها .. فعمان كغيرها من دول العالم سوف تتعرض لارتفاع متزايد في مستوى البحر وربما لاعاصير اكثر واقوى مستقبلا .
- وضع اعتبار خاص لمسألة التغير المناخي ونتائجه المحتملة على السلطنة والعمل من الان على الاستعداد والتمرن على مجابهتها.
- اقامة تمارين طواريء من اخلاء ونجدة وتموين .. الخ .. بشكل منتظم لتعويد السكان على مجابهة العواصف والفيضانات مستقبلا
- انشاء وحدة انقاذ متخصصة في النجدة البرمائية ومجهزة بالقوارب ومعدات الانقاذ من المد البحري والفيضانات العارمة.
- عدم تشجيع المواطنين على البناء بالقرب من الشواطيء والاراضي المنخفضة وتلك الواقعة في مجاري الاودية الكبيرة.
- زيادة الاحتياط المائي وانشاء نقاط تزود بالمياه الصالحة للشرب في مناطق عديدة واستراتيجية في المدن بحيث لا تتكرر ازمة المياه التي تعرضنا لها.

بانتظار ارائكم واقتراحاتكم وتفاعلكم معنا ورفعها في النهاية للجهات المختصة لتعلم اننا لا ننتقد فقط ولكن نساهم ايجابا فيما فيه الخير والصلاح.

من المسؤول ؟؟

مع كل ثانية مضى فيها جونو يصول ويجول ونحن بلا قوة ولا حول نراقب غيضه وعنفوانه ونترقب على احر من الجمر رحيله .. كنا في كل ثانية من الساعات الثمان والاربعين ندفع مئات الملايين هباءا لتذروها الرياح وتحملها الفيضانات .. التي اثبتت انها بالفعل اقوى من كل البشر وكل الحروب .

وما ان غادر وتلاشى جونو بعيدا عنا حتى بدأنا نحس بحجم المأساة وهولها ونذرف الدمع باستحياء على ما آل اليه وطننا الجميل المثخن بالجراح .. وزاد الجرح ألماً ان ما كنا نحذر منه وننادي بتفاديه مرارا وتكرارا قد وقع في النهاية ولم نستوعب دروس عشرات العواصف والفيضانات في تاريحنا القديم والحديث .. الى ان جائنا جونو القزم ليضربنا بعواصفه وهو بعيد في البحر .. نعم قزم .. كان .. ولكم ان تسألوا الخبراء ماذا كان سيكون عليه حالنا لو انه وصلنا في اوج عنفوانه !؟
ومن الغريب ان يتحدث نفس مسؤولينا الذين استفاقوا متأخرين كعادتهم وتظاهروا كأنهم آخر من يعلمون .. ليلقوا باللائمة كالعادة على القضاء والقدر ! .. فهل هو قضاء وقدر ان تغرق القرم والعامرات وصور وقريات والغبرة والحيل وعشرات القرى الاخرى التي سمح المسؤولون باقامتها في بطون وجنبات الاودية ؟؟
هل هو قضاء وقدر ان يسمحوا لنا ببناء منازلنا في مناطق لا تتوفر فيها الحماية من الفيضانات ؟ هل هو قضاء وقدر الا تتأثر مساكن .. عفوا .. قصور الهوامير وكبار المسؤلين بالاعصار والفيضانات وان تغرق منازل الفقراء ويتشردون ؟ لماذا لم يتأثر حي القرم الراقي امام شاطيء القرم .. بينما غرقت منازل حي عومو القريب حتى اسقفها ؟ .. من المسؤول عن شارع القرم البحري وطريق العامرات والكورنيش وسد الانصب ووو ؟؟ .. من المسؤول ؟؟ .. ذهب جونو ولكن تبعاته بقيت والاف من الاسئلة تبحث عن اجابات .. دعوة للنقاش الجاد.

جشع بعض التجار برز بغيضا في هذه الاثناء

عند الشدائد يظهر المعدن الحقيقي للرجال

في هذه الاجواء المشحونة بالترقب والخوف يظهر المعدن الحقيقي للرجال .. الجار لجاره .. والابن لذويه .. والجميع للوطن .. ومن القلب تحية لرجال الجيش والشرطة ولكل من يقف لنجدة ومساعدة الاخرين .. مواطنين ومقيمين . فلنجتاز الاعصار باقل التكاليف بالتعاضد والتعاون والوقاية والشجاعة .. فعند الشدائد يظهر المعدن الحقيقي للرجال

وبالمقابل

تصوروا بينما الشعب والحكومة تتكاتف مع بعض لاجتياز الاعصار المدمر .. بلغت الوقاحة والجشع من بعض التجار درجة لا اقدر ان اصفها بغير الخسة والنذالة برفعهم للاسعار وهم يرون تهافت المواطنين والمقيمين للتزود بالاطعمة والحاجيات الضرورية .. هذا بدلا من توزيعها مجانا او باسعار مخفضة وقد اورد هذا الخبر المذيع الفذ خالد الزدجالي قبل قليل في سياق بثه المباشر عن تطورات الاعصار .. تخيلوا استغلال الحاجة الملحة للمواطنين الهلعين ورفع الاسعارعما كانت عليه صباح اليوم .. الى متى ياوزارة التجارة تستمر التجاوزات التي يواصل التجار ارتكابها وبكل وقاحة .. الى متى ؟؟

اسوء من اعصار جونو !

لم يكن بودنا ابدا وانتم مشغولون بترقب وصول اعصار جونو .. ان نزعجكم بمشكلة اخرى .. ولكن غياب خمسين ريال من الجيب دفعة وحدة لتسوق جزء يسير من الراشن الشهري جعلتني امسك بالقلم مجددا لاقول .. الى متى يظل مسلسل ارتفاع الاسعار متواصلا .. اما من استراحة نلتقط فيها انفاسنا .. ويرتاح الهوامير ايضا من حساب الفوائد المضاعفة لجشعهم .. اما من نهاية لهذا المسلسل الممل المكروه الذي اصبح كل بيت يعاني منه ويكره شخصياته وحلقاته .. اين اللجان المشكلة من قبل وزارة التجارة لتدرس المشكلة وتضع الحلول لها .. اما انها مجرد حبر على ورق !؟ اين الحماسة والغيرة ؟ .. هل تعتقد الجهات المسؤولة باننا سوف ننسى بمرور الوقت وكل مرة ندخل فيها السوبرماركتات نتحسس جيوبنا ونفكر ان كانت غوازينا ستكفى وتوفي .
لهم اقول .. لا لن ننسى .. فاعصار غلاء الاسعار اسوء من اعصار جونو بمئات المرات .. فهو مسلط على جميع الرقاب شاءت ام لم تشأ وكما يبدو مع تقاعس الجهات المعنية للابد .. اما جونو فهو والحمدلله زائر غاضب .. الا انه عابر .

انت فصل وأنا البس !

كلما اتذكر هذه العبارة التي يرددها المنافقون والمرتشون بالذات .. يقشعر بدني لما آل اليه مستوى بعض من المتعلمين وحتى بعض من المثقفين اليه من انحدار خلقي في سبيل المادة والمصلحة الشخصية . انحلال اخلاقي وانحدار في القيم والمبادىء بدأ يسري كسريان النار في الهشيم .. فلاشيء بلا مقابل .. واللي ما عنده غوازي .. لا يصدع رأسي ! فالرؤوساء والمرؤوسون اضحوا جميعا سماسرة يستغلون مناصبهم واوقات دوامهم الرسمية للدلالة وبيع كل شيء والبحث عمن يريدون الواسطات .. خدمات عامة .. تشمل كل شيء وتحل اية معضلة كأدوية الهاشمي العجيبة .. وما عليك الا ان تطرح ريالا ينطح ريالا وتجد معضلتك وقد حلت ووقعت من قبل نفس المسؤول الذي كنت تحلم يوما بلقائه ! وهنا تتسائل الى اين ومتى ؟ .. هل اصبح من يعمل بأمانة وصدق نشازا .. وخارج السرب ؟ هل اضحت المبادىء والاخلاق والقيم .. سلع انتكست اسعارها .. بينما ارتفعت اسهم المحسوبية والرشوة والتسيب والخداع والنصب .. والفساد عموما ؟ .. وانت فصل .. أنا البس !