Sep 13, 2005

مسقط .. ليست شارعا بحاجة للتجميل !

مسقط ليست شارعا واحدا وحيا راقيا او مشروعا للاثراء .. لو استوعب المسئولون في البلدية ذلك لامكنهم العمل بشيء من الاخلاص وتقديم الخدمات لكافة المواطنين دون تفريق وتقصير .

ان مسقط التي بدات تتحول لاحياء راقية معدودة تنعم بكل الخدمات كحي شاطىء القرم ومرتفاته المقابلة للبحر واحياء شعبية لا تعرف شيئا اسمه الخدمات والتخطيط كويشيل مطرح وحمرية روى وشيكاغو بريدج العامرات على سبيل المثال لا الحصر.
وياتي ذلك علاوة على الواسطة في الخدمات والمرافق وعنصر هدام يتمثل في المحسوبية والتغاضي عن القوانين لمصلحة الهوامير وهو الاخطر .. ولناخذ مثالا حديثا وحيا في منطقة القرم ذاتها .

منطقة سكنية حديثة حتى انها دون تسمية حتى الان وزعت اراضيها المحدودة والمحصورة فيما يشبه واد ضيق جميل على شكل مجموعة من القطع مخصصة لبناء فلل من طابقين اي منطقة سكنية بحتة للعائلات تشتمل على عدد محدود من الفلل .. ماذا يحصل فجاة ترتفع بين هذه الفلل عمارات تجارية من ثلاث طوابق خصصت شققها للايجار وهي في الاساس ينبغي ان تكون فلل من طابقين للعوائل.

والمخالفات لم تنتهي عند هذا الحد التلال الجميلة المطلة على الوادي والجبال يتم توزيعها فجاة لعدد من الهوامير بعد ان كانت ممنوعة فتتحول لمشاريع شقق سكنية وعمارات للمكاتب ويختلط الحابل في النابل في تلك المساحة الضيقة بيوت تحت وبيوت فوق ولا وجود لتخطيط او احترام للبيئة والتضاريس .. وطبعا المخطط لا يحتوى على شبر لحديقة او ملعب اطفال والشوارع الضيقة والعجيبة لا تكفي لاستيعاب سيارات العمارات التجارية التي يبدو انها نست تخصيص مساحة لمواقف السيارات .. احسبوها المخالفات وكل ذلك في العامين الاخيرين من عمر النهضة المباركة وكان ينبغي معها ان نكون قد نضجنا وتعلمنا من اخطائنا .

وبما ان المحاسبة مفقودة والمخالفات مستمرة والفوضي سائدة نظل نحن سكان هذه المناطق ننتظر من ينصفنا وينقذنا من اهمال ومخالفات البلدية المهتمة فقط بتجميل الشارع العام من مطار السيب وحتى فندق البستان وكأن مسقط كلها عبارة عن هذا الشارع. وحياكم.

Sep 8, 2005

مع مجان قلبا وقالبا

البارحة وكما عودنا البحر بالغدر منذ نشأة الخليقة كان بالمرصاد لقارب صغير يحمل حلما كبيرا واماني شعب عشق البحر منذ الاف السنين .. تسرب الماء للقارب مجان الذي بني على غرار قوارب الالف الثالثة قبل الميلاد وحمل اسم عمان الاقدم مجان, ارض النحاس واللبان ومهد الملاحة البحرية في المحيط الهندي.

وقد يتساءل الكثيرون لما صغر الحجم وبدائية الصنع مع عظم المغامرة واهوالها ؟ والجواب بسيط فهكذا كان الحال طبقا للدراسات الاثرية والتاريخية والمكتشفات التي عثر عليها في شرقية عمان.

فالرواد الاوائل لم تتوفر لهم وسائل العصر الحديث المتاحة وكانت نباتات القصب وجذوع الاشجار هي التي وجدوها في بيئتهم المختلفة تماما عن بيئتنا اليوم ولعل توخي الصدق من قبل العلماء في بناء قارب مطابق لتقنيات ومواد تلك الفترة لهو جدير بالاحترام والتقدير.
ان فشل المحاولة الاولى في عبور المحيط الهندي والوصول الى منديفي في الهند احياءا لتراث مجان واثباتا لريادتنا للبحار يجب الا ينال من عزيمتنا.

ويجب علينا كعمانيين غيورين ان نشد على يد صاحب السمو السيد هيثم بن طارق ال سعيد, وزير التراث والثقافة ونؤازره والقائمين والمشاركين في هذا المشروع الفذ وبل نطالبهم بالمضي قدما في اعادة المحاولة من جديد حتى نصل لمبتغانا في النهاية ونعلن للعالم حينها ان مهد الملاحة بدأ في مجان (عمان).

Sep 2, 2005

كاترينا والعنصرية وسر السدود الواقية

يبدو ان اعصار كاترينا المدمر والذي ضرب سواحل لويزيانا والمسيسبي وتسبب في دمار شديد وتشريد مئات الالاف من الامريكيين معظمهم ان لم تكن غالبيتهم من السود والملونين سوف يفتح ملف العنصرية والتحيز للبيض على مصراعيه ولعل التعليقات والتذمر الذى ابداه المتضررون من بطىء عمليات الانقاذ والاغاثة لها ما يبررها, اذ ان السود والملونين ياتون في الدرجة الثانية في سلم الاولويات في ظل النظام الذي يسيطر عليه البيض.

وسوف تكون الساعات والايام القليلة القادمة حاسمة في سعي بوش لامتصاص نقمة السود والملونين المشتتين على اسطح منازلهم المدمرة بانتظار من يسعفهم, ولعل تأخر ردود الفعل الرسمية وعدم تخصيص ما يكفي من معونات مادية وطبية وانفلات الوضع الامني الذي ذكرني ببغداد سوف يفاقم من النقمة المتنامية.

وكالعادة سيكون اليهود هم اكبر الرابحين فالمسائل القضائية والمطالبات بالتعويض ستكون ببلايين الدولارات ونسبة كبيرة ستدخل جيب المؤسسات القضائية ومكاتب المحاماة التي يسيطر عليها اليهود. شخصيا اتمنى ان لا يتم تحويل مليارات الدولارات لاسرائيل كتعويض لشراذم المتطرفين الذين دنسوا اراضي غزة لسنين وان تذهب عوضا لمساعدة السود والملونين الذين اصبح وضعهم كلاجئين ونازحين في بلادهم امرا يبعث على الشفقة .. وهكذا طفت العنصرية للسطح من جديد بفعل فيضانات كاترينا وسوف تكشف لنا الايام القليلة القادمة الكثير من الاسرار, لعل اهمها سر عدم تحمل السدود الواقية من المد البحري وارتفاع منسوب المياه في البحيرات للاعصار.
والدعوة مفتوحة لمناقشة المسالة وتوقعات النتائج المحتملة على السياسة الامريكية الداخلية.